الثلاثاء، 27 أغسطس 2013

الحث على الصبر


الحث على الصبر


الحمد لله الذي وعد الصابرين أجرهم بغير حساب ،وجعل لهم العواقبالجميلة في هذه الدنيا ويوم المآب ،وأشهد أن لا إله إلا الله،وحده لا شريك له،الرحيم التواب ،الكريم الودود الوهاب ،وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ،الذي أنزلعليه الحكمة وفصل الخطاب ،اللهم صلّ على محمد وآله وأصحابه صفوة الصفوة ولبّ اللبابوسلّم تسليمًا .

أما بعد : أيها الناس ،اتقوا الله تعالى ، واعلموا أن الصبر منالإيمان، بمنزلة الرأس من الجثمان ،فمن لا صبر له فليس له يقين ولا إيمان؛وقد أمرالله بالاستعانة بالصبر والصلاة على جميع الأمور ،وأخبر أن الصابرين لهم الدرجاتالعالية والخير والأجور ،فقال مخبرًأ عن دار أهل القرار:جَنَّاتُعَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْوَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24)سورة الرعد اية23،24
فإن سألتم عن حقيقة الصبر،فإنه حبس النفسوإلزامها ما يشق عليها ابتغاء وجه الله، وتمرينها على الطاعة وترك المحارم ، وعلىالأقدار المؤلمة رضى بقدر الله .فمَن عرف ما في طاعة الله من الخيروالسعادة هان عليه الصبر والمداومة عليه. وما في معصية الله من الضرر والشقاء ،سهلعليه إرغام النفس والإقلاع عنها .
ومَن علم أن الله عزيز حكيم ،وأن المصائببتقدير الرؤوف الرحيم،أذعن للرضى ورضي الله عنه وهدى الله قلبه للإيمان والتسليم . 
فيا من انتابته الأمراض وتنوعت عليه الأوصاب ،أذكر ما جرى على أيوب كيفأثنى الله عليه بالصبر وحصول الزلفى حيث قال : إِنَّا وَجَدْنَاهُصَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44)سورة ص اية44
ويامَن فَقَد سمعه أو أَخَذ الله عينيه :أما علمت أن الله لايرضى بعوض سوى الجنة لمن صبر حين يأخذ حبيبتيه ؟
ويا من فجع بأحبته وقرة عينه وأولاده وأخدانه ،أما علمت أن مَنحمد واسترجع بَنَى الله له بيت الحمد في دار كرامته ، وكان زيادة في إيمانه وثقلًافي ميزانه ،وأن مَن مات له ثلاثة من الولد أو اثنان أو واحد فصبر واحتسب كان حجابًاله من النار ورفعةً له في دار القرار ؟أما سمعتَ أن من صبر على الفقر والجوع والخوفونقص الأموال والأنفس والثمرات ،فإنّ له البشارة بالهداية والرحمة من ربه والثناءوالصلوات ؟

ويا مَن أصيب بآلام أو جروح أو أمراض تعتري بدنه وتغشاه،أما سمعتقوله-صلى الله عليه وسلم- :
لا يصيب المؤمن من همٍّ ولا غمٍّ ولا أذىً حتىالشوكة يشاكّها إلا كفّر الله بهت من خطاياه .
عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير :إن أصابتهسرّاء كر فكام خيرًا له ،وإن أصابته ضرّاء صبَرَ فكان خيرًا له؛وليس ذلك إلا للمؤمن
رواه مسلم في صحيحه .
فعليكم بالصبر على ما أصابكم والاحتساب ،فإن ذلك يخفف المصيبةويجزل لكم عند ربكم الثواب؛ألا وإن الجزع يزيد في المصيبة ويحبط الأجر ويوجبالعقاب؛ فيا سعادة مَن رضي بالله ربًا ،فتمشى مع أقداره ،بطمأنينة قلب وسكون ،وعلمأن الله أرحم به من والديه فلجأ إليه وأنزل به جميع الحوائج والشؤونوَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ ....(155إلى آخر الآياتسورة البقرة اية155

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم

0 التعليقات:

إرسال تعليق